وزيرة الخارجية الهولندية تكشف النقاب عن خطط لإنشاء بيت زراعي بلاستيكي متعدد الإمتدادات في مزارع أبو سيدو

24-06-2018
أخبار

 

المهندس الزراعي محمد أبو سيدو شاب طموح، رأى فوائد الزراعة المائية في وقت مبكر. وقام بإنشاء نظام للزراعة المائية بناءً على مشاهدات تعليمية من الإنترنت ومن أبحاثه الخاصة. استخدم المواد المتاحة بسهولة مثل الأنابيب البلاستيكية لتصميم وإنشاء نظام NFT (تقنية فيلم المغذيات) لزراعة الخس في بيت بلاستيكي تقليدي بنفق واحد.

كان المهندس محمد سعيدًا بالنتائج وأراد أن يفعل المزيد، لكنه كان يفتقر إلى المعرفة والتفاصيل الفنية. لذلك، عندما بدأ مشروع الزراعة المائية وخلق فرص عمل في الأردن، كان من أوائل المنضمين إليه، حيث رأى الفوائد المباشرة المشروع في توفير المياه وزيادة الإنتاجية، مما يعني أيضًا تحقيق مردود اقتصادي سريع. وقد كانت آمال المهندس محمد عالية، وهي إنشاء بيت زراعي بلاستيكي متعدد الإمتدادات ومتحكم به بشكل جيد، وهو ما يحصل عليه الآن.

قامت وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي الهولندية، سيجريد كاغ، يوم الأحد بتاريخ 24 حزيران 2018، بزيارة لمزارع أبو سيدو في كريمة بوادي الأردن.  وأعلنت خلال الزيارة عن خطط لإنشاء بيت زراعي بلاستيكي متعدد الإمتدادات بواسطة مشروع الزراعة المائية وخلق فرص عمل في الأردن الممول من وزارة الخارجية الهولندية، ويعهد بتنفيذه إلى شركة إيكو كونسلت. وسيكون بذلك أول  بيت زراعي بلاستيكي متعدد الإمتدادات سيجري إنشاؤه في مزارع أبو سيدو.

كانت الوزيرة كاغ خلال الزيارة برفقة المهندس رائد داود،  مدير شركة إيكو كونسلت. وقد قدم المهندس رائد عرضاً عن البيت الزراعي البلاستيكي متعدد الإمتدادات الذي يجري تنفيذه، وعن التقنيات التي يجري تركيبها. وبيّن أن البيت الزراعي سيشمل وحدات تحكم في الظروف الجوية لمراقبة درجة الحرارة ونسبة الرطوبة، وسوف يحتوي على ميزات لتنظيم وتوفير الجو الأمثل لنمو النبات، بما في ذلك السقوف المتحركة التي يمكن التحكم بفتحها وإغلاقها لتهوية البيت، وأنظمة التعفير وتكوين الضباب. وسيتم توصيل كافة هذه الأجهزة بنظام برمجي يمكن الاتصال به عبر الهاتف المحمول، بحيث يمكن من خلاله التحكم بالأجهزة عن بعد.

وأضاف المهندس رائد أن الموقع سيشتمل أيضًا على وحدة تسميد آلية لتحسين توزيع الأسمدة بالنسب الملائمة لاحتياج النبات، مما يساهم في تقليل تكلفة العمالة اللازمة للمراقبة والمعايرة. وقدم بعد ذلك عرضاً للمزايا المتوقع توفيرها من قبل مشروع الزراعة المائية فيما يتعلق بالمياه والطاقة والبيئة مقارنة بالزراعة بالتربة التقليدية، حيث أن الزراعة المائية تهدف إلى تعظيم العائد الاقتصادي لكل متر مكعب من المياه، ولكل متر مربع من الأرض.

وبيّن فوائد الزراعة المائية على مستوى المزرعة وعلى المستوى الوطني. وأشار إلى أن نقص المياه يحدّ من المساحات المزروعة، وأن الزراعة المائية توفر الحل الأمثل لمشاكل شحّ المياه. كما بيّن أن الانخفاض الكبير في استهلاك المياه، يتبعه أيضاً انخفاض في الكميات المستعملة من الأسمدة ومبيدات الآفات، وانخفاض في أعداد العمالة المستخدمة. كما سلّط المهندس رائد الضوء على الزيادة المتوقعة في الإنتاج باستعمال أنظمة الزراعة المائية، وتحسين جودة المنتجات الزراعية وتجانسها.

كان في رفقة الوزيرة كاغ في الزيارة، السفيرة الهولندية في عمان السيدة باربرا جوزياسي وأعضاء من السفارة، ووفد قادم من هولندا، والعديد من المسؤولين الأردنيين والمزارعين والمصدرين والموردين العاملين في القطاع الزراعي في الأردن. وتأتي هذه الزيارة للوزيرة الهولندية من خلال برنامج زيارتها الرسمية للأردن، التي استغرقت يومين جرى خلالها مناقشة المشاريع الاقتصادية والتجارية والزراعية المشتركة بين الأردن وهولندا، وكذلك سبل تعزيز التعاون المشترك القائم بين البلدين.

واصطحب السيد حسن أبو سيدو ونجله المهندس محمد الوزيرة كاغ في جولة في مزارعهم، وعرضا لها التطورات التكنولوجية المختلفة المستخدمة، بما في ذلك وحدة تحلية المياه بالتناضح العكسي، التي تنقي المياه من خلال نظام غشائي لخفض ملوحة المياه الواردة إلى ىشمال وادي الأردن من سد الملك طلال عبر أنبوب ناقل للمياه بمحاذاة قناة الملك عبدالله. وأوضحا أن ارتفاع تركيز الملوحة يؤثر سلباً على الإنتاج الزراعي، مما يضطر معظم المزارعين في المنطقة إلى تركيب وحدات تحلية المياه بالتناضح العكسي.

كما أطلع السيد أبو سيدو وابنه المهندس محمد الوزيرة الهولندية على بساتين الفاكهة صلبة النواة، التي تستخدم فيها الزراعة على شكل حرف V لتعزيز الإنتاج. كما جرى إطلاع الوزيرة على الزراعة في التربة داخل نفق البيت الزراعي البلاستيكي التقليدي. وتوقّعا إنتاجًا أفضل وأسرع بعد إنشاء البيت الزراعي البلاستيكي متعدد الإمتدادات.

في نهاية الزيارة ، استمتع جميع الضيوف بإفطار من الفواكه والخضار من منتجات الزراعة المائية. وقد أثبت هذا الحدث أنه خطوة مهمة إلى الأمام، ومثال رائع لتعزيز وإثبات الفوائد الاقتصادية المرتبطة بالزراعة المائية، وإمكانية تنفيذها في المزارع الأخرى. ونتيجة لذلك، فقد كانت ردود فعل الوزيرة الهولندية إيجابية بشكل رئيسي للتوسع في مشروع الزراعة المائية، والذي سيؤدي إلى توفير كبير للمياه في الأردن.